كان صباحا غير عادي
فمنذ فترة ليست بالقصيرة عودت نفسي على أن أنام مبكرا إذا كان في الغد يوم حافل يحتاج مني طاقة وجهد أكبر
ليلتها كنت أحس بحافز على متابعة العمل، وفعلا أنجزت تقريران مع بحث لما يحتويانه من معلومات أكيدة وتجهيز "برزنتيشن" وفي الرابعة والنص فجرا نمت أخيرا.
يرن جهازي النقال ويرن ويرن إلى أن استوعبت أنه فعلا جهازي !
أحمله، أتكلم بحروف غير مفهومة
أستعطف الطرف الآخر من المكالمة
تقول : خلاص نامي بعد شوي أرد أقعدج
بعد نصف ساعة وعلى الرغم من يقيني أننا متأخرات إلا أنها أعطتني قليلا من الوقت لأنام أكثر
..
أسرع في ارتداء ملابسي المختارة قبل فترة لذلك المكان !
أتعطر، والعطر يكاد يقول ارميني وتخلصي مني
أسرق الرذاذ من علبة العطر وأمتص منه البقايا لأضعه على ملابسي
أكاد لا أشمها ، وأكاد أختنق من ذكرى العطر
أبتسم ، لنفس البهجة، ولنفس الحماس، وعلى عكس أيام الدوامات العادية فأنا اليوم أكسر الروتين وأقوم صباحا لأذهب لمكان آخر غير الدوام وغير الجامعة كما التجربة الماضية، كما العطر وبقايا رذاذاته
...
أنزل لأنظر لسيارتي التي تقف بخلفها سيارة أخرى تضيق علي المخرج
أتأفف بداخلي، وأقول سوف أفعلها ، سأنساب بسهولة بهذا الشارع برغم من يركن خلفي
ويرن جهازي بينما كنت أنتظر السيارة تسخن،
وأرد على المكالمة
رفيقة الرحلة : قصة خيال.. ليش هالنفسية من الصبح
أرد : نفسية ! من يقول .. لا أنا كنت سرحانة افكر مو قصدي
رفيقة الرحلة : حبيبتي ترى السيارة اللي سادة عليج هذي انا !
LoL
أحسست أني لا زلت نائمة واعترفت كنت اتذمر من الواقف خلفي
ووجهي كان معبر، النفسية كانت من تعابير الوجه وأنا أحسبها من صوتي بالمكالمة
:\
ابداع
...
ذهبنا وكلنا أمل أننا واصلين بالموعد ، نزلنا ، ويحفوننا بالابتسامات
نكتشف ان المكان خطأ ، وما وصولنا المبكر إلى فشل يؤدي للتأخير
المكان الصحيح لا نعرف أين يقع
كل من يعرف أين يقع لا يرد على مكالماتي
:\
بالنهاية ردت أختي وأعطتني الاتجاهات الصحيحة
وصلنا بعد عدة مواقف مضحكة، كنت أضحك ورفيقتي تتذمر
كنت مكتفية بتذمري الداخلي الذي بدوره كان نائما، كنت صج دايخة
..
اضطررنا أن نخرج من ذلك المكان
ذهبنا إلى قهوة في أحد الأماكن، نعمل على مشروعنا
المكان لا يبعد إلا خطوات
والمشي في الشتاء صحي
جلسنا تذكرت، رائحة القهوة ، رائحة بقايا العطر في ملابسي التي اشتمها بين حين وحين
تلك الزاوية
وهناك في الجلسة الأخرى جلست، هنا وضعت مجلتي
وهناك وضعت كوب القهوة الخاص بي، وهنا .. نعم هنا جلست على الطاولة
وكنا هنا محيطين بعضنا ببعض، جالسين وواقفين، نتححرك ونعود، نتذمر ونضحك
وكنا أنا وهي نقرأهم بصمت، وكانوا يتجرأون على الصداقة بتجاهلهم لبعضهم
عطري.. ينتهي لأنهم يغرقون أنفسهم به
عطرها ينتهي .. لأنها تهديه له، أو بالأحرى يأخذه له
..
هل أتصور أننا سنتقابل هنا ؟
البارحة اتفقنا أن نلتقي لكن لم نتفق على نفس المكان المعتاد
ولم نكن نعلم أننا سنعود لنفس الذكرى لننفض عنها غبار الأشهر والأيام
..
يأتي.. متأخرا
يأتي وكالعادة تسبق حضوره مكالمات الاستعجال
ويصل، ونجلس ، وتنفض الجلسة!
..
هل عطر الصباح يجذب الذكرى وجذب الأشخاص معه
هل للرائحة هذه القوة من التأثير في جعلي سعيدة منتشية وسعيدة أيضا
وما هذه المصادفة بأن يكون المكان هو المكان
والجلسة هي الجلسة
وكأننا نعيد الأحداث مع اختلاف المشاعر، مع نسيان بعضها ، واهمال بعضها الأخر
غير مهم، بداخلي أعلم أن العطر من شأنه جلب السعادة ،وأعلم أن السعادة نحن نخترعها بطرقنا الخاصة، بدواخلنا، بما ننتجه من تفكير، وأما المهم فهو تلك الجلسة تلك الرائحة التي لا زلت اشمها ، وأفكر جديا بشراء علبة جديدة حتى أضعها شكلا لتلك الصداقة
بروازا لتلك الفترة، وارتباطا لهذا المكان بذكرياته
إلى اللقاء
5 comments:
تمرني الذكرى
و انا بعدي ما نسيت
و اقول للذكري
تراني بعدج ما حييت
:)
حلو البوست
و ان شاء الله اللي ياي احلى
اقصد بالدنيا
:)
استمتعت بقصتج ياقصة خيال :)))
miss u ;*
الحلو بالصدف انها غير مخطط لها
تحمل الكثير من العفوية
وترك الزمام للسجية
يا حلو الذكرى
إلا صج شنو عطرج ;)
اندمجت بكل حرف : )
شالعطر اللي يسوي قصص ^_^
تسلم ايدج على هالابداع ، أبدعتي في الحروف وخليتها مستواحاه من عطر !!
صج ابداع
Post a Comment